نجحت دوائر الاستخبارات المركزية الاميركية عبر نشاطاتها المستندة الى نظريات بيرجنسكي في مواجهة التمدد الشيوعي وفي تفتيت المجتمعات ما بعد السوفياتية في دول اوروبا الشرقية في تسويق مصطلحات تخدم اهدافها السياسية والايديولوجية، هي نقيضة للمفاهيم الثورية التي سادت لفترة طويلة والتي تحمل المعاني الطبقية في مواجهة إيديولوجيا البرجوازية.
نحن وعيّنا على كلمة رفيق، ومناضل، وهل من دلالة اقوى على معنى القضية باستخدام مصطلح مناضل، لما يحمل من معان تستند الى التطوع والتضحية خلافاً للارتزاق الذي يختزنه مصطلح ناشط، ناهيك عن تغييب للحزبية في المصطلح الاخير.
إن احد اركان التضليل الايديولوجي يتمثل بنزع الطابع الطبقي والحزبي عن الصراع الاجتماعي، من اجل سحب البساط من تحت اقدام الحركة الثورية، وإخفاء حقيقة الاستغلال الطبقي من خلال تشويه الوعي الاجتماعي بشعارات من نوع الدفاع عن الديمقراطية ومكافحة الفقر وحل النزاعات بالطرق السلمية كمقدمة لاسقاط انظمة يعتبرها الاميركيون مهددة لمصالحهم او غير متعاونة مع خطتهم، وهذا مثّل احد عناصر نظرية بيرجنسكي في تحضير الثورات الملونة. ولهذا الغرض انشئت في اوروبا الجامعة المركزية الاوروبية بتمويل سخي من جورج سويرس بلغ ٨٠٠ مليون دولار ويجري هناك اعداد "النشطاء" لقيادة الثورات الملونة.
ان احد عناصر الهيمنة يتمثل بكي الوعي الاجتماعي وتسطيحه ومنعه من التحول الى وعي طبقي، من خلال شبكات من منظمات الان جي اوز الممولة من قبل اجهزة الاستخبارات الغربية والملقى على عاتقها مهمة جذب الشباب واغراءهم وتحويلهم الى "ناشطين" بما يضمن عدم انخراطهم في الاحزاب الاشتراكية واليسارية، وهكذا، يتم تشكيل قوى معارضة بديلة عن اليسار تتبنى شعارات معارضة ولكنها تمثل البديل المسوِّق لسياسات الخصخصة والاستدانة والمغلفة بشعارات الشفافية ومكافحة الفساد والديمقراطية والخ.
هؤلاء الناشطين يتوزعون في لبنان على عشرة الاف منظمة ان جي اوز، وهؤلاء يشكلون الدعامة للاميركيين والاوروبيين. وما اصرار الفرنسيين والاميركيين على ابرازهم كقوة سياسية بديلة الا التأكيد على ما ورد اعلاه. ويبقى التحدي امام اليسار في التمايز عن هؤلاء وذلك يبدأ بكلمة رفيق.
د.طنزس شلهوب
0 تعليقات