روزا لوكسمبورغ : شعلة الثورة | بلشفيّات




روزا : لقبها لينين بنسر الماركسية المُحَلِّق، و هي التي قادت مع كارل ليبنخت الثورة الألمانية 1918 –1919 قبل أن يسقطا شهيدين في 15 جانفي 1919 خدمة للثورة، لنضالات الطبقة العاملة ضد الرأسمال.
و يسجل التاريخ لروزا لوكسمبورغ كفاحها المستمر و نضالاتها المريرة حتى إعلان ميلادها الجديد. ففي 20 فيفري عام 1914، اعتقلت روزا بسبب تحريضها الجنود على التمرد. لم تستسلم روزا، لقد حولت قاعة المحكمة إلى ساحة للهجوم، لمحاكمة الجلاد. و تعد كلمتها التي نشرت تحت عنوان "السلطة العسكرية وموقف الطبقة العاملة من الحرب"، إحدى أهم الإدانات الثورية للنظام الإمبريالي.
روزا الثورية الصامدة التي درست الرياضيات و العلوم الطبيعية و الإقتصاد و حصلت على الدكتوراه سنة 1897 في وقت ندر فيه دخول النساء الى الجامعات، تشبثت بالنضال الثوري أسلوباً ودافعت عن الاضراب السياسي الجماهيري كوسيلة للكفاح الثوري.
و على الرغم من خلافاتها مع لينين فقد طالب (لينين) في المؤتمر الأول للأممية الشيوعية جميع المؤتمرين للوقوف "تمجيدا لذكرى أفضل ممثلي الأممية ، ذكرى كارل ليبكنخت وروزا لوكسمبورغ" كما اعتبر أن " اغتيال كارل ليبنخت وروزا لوكسمبورغ لهو حدث ذو أهمية تاريخية كونية، ليس فقط بسبب الموت المأساوي لأفضل رجال وزعماء الأممية الحقيقية البرولتيارية والشيوعية، بل أيضا لأنه أظهر الجوهر الفعلي للنظام البرجوازي في أوروبا و العالم أجمع".
نتذكر تقييم لينين لهذه الثورية الأممية اللامعة إذ قال: " ستظل، نسراً محلّقاً. ولن يحفظ الشيوعيون حيثما كانوا ذكراها و حسب، بل إن سيرة حياتها ومؤلفاتها الكاملة ستكون، أيضاً، دليلاً لتدريب أجيال من الشيوعيين في كل أنحاء العالم".
أصدرت روزا لوكسمبورغ كتابات لا يمكن تخطيها لدراسة تناقضات النظام الرأسمالي المبني على الاضطهاد و الاستغلال. أذكر على سبيل المثال لا الحصر: "التراكم الرأسمالي"، "مساهمة في تفسير الإقتصاد الامبريالي"، "إصلاح إجتماعي أم ثورة"...
روزا لوكسمبورغ ثورية عظيمة. و خير ما يمكن أن نستشهد به هو ما كتبته عنها رفيقتها المقربة، كلارا زيتكن، في نعيها لها:
"مع روزا لوكسمبورغ كانت الفكرة الاشتراكية هي المسيطرة على كل من قلبها وعقلها، شغفها الخلاق المتقد دون توقف. وكانت المهمة الكبيرة والطموح المسيطر على هذه المرأة المدهشة هو تحضير الطريق نحو الثورة الاشتراكية، لشق طريق التاريخ نحو الاشتراكية. أن تعيش تجربة الثورة، وأن تشارك في معاركها، يحقق لها ذلك أعلى درجات السعادة. مع إرادتها، وعزمها، ونكرانها لذاتها، وتفانيها من أجل الكلمات التي هي ضعيفة جدا، لقد كرست حياتها كلها من أجل الاشتراكية. قدمت نفسها من أجل القضية الاشتراكية، ليس فقط من خلال وفاتها المأساوية، ولكن عبر كل مراحل حياتها، يوميا وكل ساعة، من خلال النضال لسنوات عديدة…. كانت السيف الحاد، والشعلة الحية للثورة".
الثوريون لا يموتون أبداً، فقد تركت روزا من بعدها ثائراتٍ في كل بقاع المعمور ومازالت قبس نور لكل الثوريين.

إرسال تعليق

1 تعليقات