نوال أمُ الثورة | بلشفيَات

بقلم الرفيق المؤمل عادل


اليوم وفي مناسبة "عيد الأم" تركتنا أمُ الثوار ومعلمتهم، الطبيبة المناضلة نوال السعداوي، بعد أن رقدت في سلام وهي تقاتل الموت، بعد أن قاتلت طيلة حياتها ضد الظلم والرجعية.

ولدت نوال السعداوي في 27 أكتوبر من العام 1931 في قرية "كفر طحلة" في جمهورية مصر العربية.

كان ترتيبها الثاني في أسرة تتكون من تسع أطفال، وقد تم ختان نوال في السادسة من عمرها، وقد كان أبوها مُصراً على أن يمارس جميع أطفاله حقهم في التعليم، وقد كان من الثوار الذين إنتفضوا ضد الأحتلال البريطاني عام 1919، مما أدى إلى حرمانه من المناصب العليا ومعاقبته لمدة عشر سنوات وحرمانه من الترقية.

رأى الأب في إبنته شيئاً من خُصل الذكاء فقام بتشجيعها على دراسة اللغات، وقد تعلمت من مواقفه البطولية أهمية حق التعبير عن الرأي بدون قيود، وحق النضال مهما كلف الثمن.

توفي كِلا والديها في سن مبكرة مما إضطر نوال أن تحمل العبء الثقيل للعائلة وأن تقوم بإعالتهم، وقد كان هذا أول إختبار لها في درب الصراع الطبقي.

تخرجت من كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1955 وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة ثُم تخصصت في مجال الأمراض الصدرية.

تزوجت في نفس العام الدراسي من زميلها (أحمد) ورغم حبها الشديد له إلا أنه تحول للإدمان بعد عامين وحاول الأعتداء عليها فلم يكن لديها سبيل سوى الطلاق منه.

خلال عملها طبيبة لاحظت الممارسات القمعية التي تتعرض لها النساء من إعتداء جسدي ونفسي، وفي محاولة منها للدفاع عن إحدى مرضاها الذي كان يتعرض للعنف الأسري تم نقلها لقريتها كعقوبة لها.

تزوجت نوال للمرة الثانية من رجل قانون ولكن الزواج لم يفلح أيضاً.

تزوجت للمرة الثالثة من (شريف حتاتة) وهو طبيب و روائي ماركسي وقد إستمر زواجهما 43 عاماً.

في عام 1972 نشرت كتاباً بعنوان "المرأة والجنس" وقد كان يعارض بشدة الطقوس الدينية المعادية للمرأة وقد تم إقالتها على إثر ذلك من منصبها في وزارة الصحة.

صبت نوال إهتمامها بدراسة شؤون المرأة وعملت كمستشارة للأمم المتحدة من عام 1979 إلى 1980 في برنامج المرأة في أفريقيا والشرق الأوسط. 

تعرضت للإعتقال بسبب نقدها للحكومة المصرية في عهد (محمد السادات) بعد تأسيسها لمجلة نسوية تسمى "المواجهة" وقد تم إطلاق سراحها بعد شهر من إغتيال السادات. 

بعد خروجها من السجن مرة أخرى عام 1983 كتبت أحد كتبها الشهيرة "مذكرات في سجن النساء".

تعرضت نوال طوال حياتها للمضايقات من قبل للجماعات الإسلامية الذين حاولوا تفريقها عن زوجها، وتوجيه تهمة "إزدراء الأديان" ضدها، وتم وضع إسمها على ما يسمى بـ "قائمة الموت للجماعات الإسلامية".

كان لنوال عدة مناصب تدريسية مرموقة في جامعة "ديوك" وأيضاً جامعة واشنطن وكذلك جامعة القاهرة داخل مصر، وأيضاً في "هارفرد" و "ييل" و "السوربون".

بعد أن عادت لمصر عام 96 أكملت نضالها ونشاطها النسوي ضد الجماعات الرجعية.

كان لنوال وقفة مشرفة في ميدان التحرير في ثورة يناير عام 2011 حيث طالبت بحق العدالة الإجتماعية وإلغاء التعليم الديني في المدارس.

نوال "الجسد" رحلت وبقيت نوال "الفكرة".

ذِكرى تبعث حب العدالة في قلوب النساء وقلب الطبقة العاملة، وشبح يطارد الرجعيين وأتباع الخرافة للأبد !.

نوال طبيبة الفقراء، الأخت الكبرى لكل النساء، درع الثورة الرصين، وسلاح الطبقة العاملة، وروح اليسار الصامدة ضد الطيغان.

تحية نضالية، ولذكراكِ المجد والخلود.

[|21|3|2021|]

إرسال تعليق

0 تعليقات