جيفارا و أمل الثورة العالمية | بلشفيات


 
بقلم الرفيق جاد حشيشو 
 
ولد إرنستو تشي غيفارا في 1924 في مدينة روزاريو الأرجنتينية، تربى غيفارا في كنف عائلة عادية درس الطب في الجامعة ليتمكن من مساعدة الناس الفقراء منهم قبل الأغنياء. ولد تشي طفلاً ذو نزعة تحررية و تبنى أفكاراً تحرر  الإنسان من الإنسان و تحرره من الدول العظمى التي لم يعترف بها يوماً. تقابل فيدال كاسترو زعيم الثورة الكوبية في منزل ماريا أنطونيا في المكسيك و تشاركا الأفكار و بدأ مشروع تشي النضالي الأممي من كوبا بعد ست سنين من التخطيط و حرب العصابات إنتصر الشعب الكوبي الذي قامت ثورته على النظام الديكتاتوري التابع للولايات المتحدة الأميركية الذي كان يعتبر كوبا "كارابيه" كانوا يجنون منه ملايين الدولارات سنوياً مسجلاً بذلك الإنتصار الأول لمشروع تشي الأممي و كانت بداية تحضير لثورة عالمية. تميز تشي بأفكاره فهو لم يكن يتبع نهجاً معيناً فأخذ أفكار الماركسية-اللينينية، و مزجها مع الماركسية-الماوية و أفكار من نسج أفكاره، إضافة إلى بعد إنتصار كوبا في الحرب ضد الديكتاتور باتيستا في مرحلة إعادة الإعمار ساعد الشعب في إعمار المدارس و المستشفيات. لعل أفضل ما كتب عن غيفارا هو شجاعته و إندفاعه الدائم فكان يخطط طريقة الهجوم و يتأكد من فهم جميع المقاتلين للخطة ثم ينزل مسرعاً إلى أرض المعركة و يسبق المقاتلين ما كان غريباً بإعتياره قائد و كانت أعلى منصب في الثورة كان يوجد فقط قائدان الثاني كان فيدال كاسترو. محطة تشي الثانية كانت الكونغو حيث شارك إلى جانب الشعب بثورته و كانت الثورة بقيادة باتريك لومومبا لكنها فشلت و صرح غيفارا أن سبب فشلها هو مقولته الشهيرة أنه لا يمكن القيام بثورة في بلد مبني على أساس عرقي إلا إن كانت إرادة الشعب أقوى من من هذه الأسس و كانت أفشل لحظة في حياته و سعى التوجه إلى بوليفيا وكانت المرحلة الثالثة و الأخيرة في حياته حيث أخذ أعضاء مسلحين من الثورة الكوبية معه لا لحمايته بل لخوض مشروعه الأممي معه و توجهوا إلى بوليفيا حيث فوجؤا بإعتراض الحزب الشيوعي البوليفي التابع للإتحاد السوفياتي آنذاك على ثورة غيفارا و كان حينها وكالات الإستخبارات الأميركية تلاحقه منذ مدة حتى أخبرهم أحد المزارعين بمكان وجوده و إنفجرت معركة بين غيفارا و رفاقه بمواجهة وكالة الإستخبارات الأميركية صمد فيها تشي ست ساعات و هو يقاتل و أصيب بعدة جروح حتى طرأ عطل مفاجئ في بندقيته فأمسكته ال"سي آي إي" و صورته مشهورة و هو مستلقٍ على تخت و يحيط به ضباط أميريكيون و كانوا يتصورون معه للتقليل من شأنه و لحظه إعدامه كان يصرخ أطلق النار أيها الجبان فأنت لا تقتل سوى إنسان و الفكر قائم هيا أطلق النار، و قتل تشي في 9 أكتوبر 1967. بعد إنتصار الثورة الكوبية تم تعيين تشي في عدة مناصب أهمها حاكم المصرف المركزي و وزير الزراعة لكنه تخلى عن كل "العز" في كوبا لإكمال مشروعه الأممي بقيام ثورة عالمية و راح يحارب في جميع أعقاب الأرض. بعد مرور 53 سنة على إستشهاد تشي، لا تزال أفكاره راسخة و قائمة و نحن بحاجة إليها الآن أكثر من أي وقت مضى و حلمه المتمثل بحرية الشعب في تقرير مصيره سيتحقق حتماً لا محالة.

إرسال تعليق

0 تعليقات