عبر تاريخها لم تنتج البشرية اديولوجيا ثالثة إما اشتراكية أو بربرية همجية ، رأسمالية بالضروورة. أن هذه الثنائية الاديولوجية خلقت في التاريخ صراعا من أجل السلطة السياسية.
أن عملية التأريخ و قراءة التاريخ قدمت لنا ثورة أكتوبر كمرجع حافل بالحجج . اذ أن الصراع بين البرجوازية المالكة و البروليتاريا التي تعاني الاستغلال يعتبر حتمية تاريخية يفرضها واقع الصراع و يدفعها الظرف الموضوعي الى التبلور كحقيقة ميدانية تتجاوز النصوص المكتوبة و حلقات النقاش الكثيرة.
1: ميلاد الاشتراكية /اديولوجيا البروليتاريا:
بدأت الإشتراكية( فلسفة ماركسية)تتبلور كفلسفة برووليتارية موجهة ضد الرأسمالية البرجوازية خلال منتصف أربعينات القرن 19 متأثرة بعوامل عديدة على المستوى العالمي أهمها :
_ فلفسة الأنوار الفرنسية التي أطاحت بالحكم الملكي في فرنسا.
_ كشف أكذوبة الثورة في فرنسا وانجلترا باعتبارها ثورات ادت الى سيطرة البرجوازية على السلطة السياسية من جديد وانطلاق الطبقة العاملة الاوروبية و الالمانية خاصة في البحث عن بديل .
_ تطور العلوم خلال القرن 19 و توجيه ضربات حقيقية علمية للميتافيزيقيا أهم هذه الاكتشافات ( اكتشاف الخلية الحية في علم البيولوجيا : منها سيأتي مبدأ ديالكتيكي رئيسي وهو النفي و نفي النفي/ نظرية داروين : منها سيأتي مبدأ اخر وهو مبدأ التطور ...)
_ الازدهار الفكري الفلسفي خاصة في ألمانيا و بروز عدد من الفلاسفة ( ينتسبون للفلسفة الكلاسيكية) أهمهم فيورباخ و هيجل : ساهم في ميلاد المنهج الجدلي و قد حاور انجلز فلسفة فيورباخ عبر كتاب ( فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية).
لقد شـكلت الماركسـية ثـورة فلسـفية جديـدة فتحـت البـاب لتطـور علـم الثــورة الماركسـي القائم على وحدة متينة للديالكتيك والمنطق والمعرفة .وعلى الدور التاريخي للطبقة العاملة حاملة المشروع الثوري الحقيقي. و قـد ســاهم هـذا النقـد الثـوري فــي بنــاء المصـادر الثلاثـة للفكر الماركسي الذي انبنى على مساهمات نقدية حاسمة ادت الى ثلاث ثورات شكلت الأساس البنيوي النظري للفكر : فلسفيا ، اقتصاد سياسي ، سياسيا.
أ- الأساس الفلسفي للاشتراكية:
تأثر كل من كارل ماركس وو فريديريك انجلز بكتابات هيجل وفيورباخ و نقدهما نقد جذري ليتوصلا الى قلب ديالكتيك هيجل ووضع الفلسفة المادية الجدلية والتاريخية كسلاح نظري للطبقة العاملة وبيدها كمرشد للعمل الثوري الحقيقي مؤسسين بذلك لعلم الثورة البروليتاري.
ب_ الاساس الاقتصادي السياسي:
يعتبر علم الاقتصاد السياسي أحد أهم ركائز الماركسية كفكر ثوري ، وقد ظهر هذا العلم مستقلا بذاته مع ادام سميث ودايفد ريكادو لكن وبحكم انتمائهم الطبقي عجزا عن فهم هذا العلم من منظور مادي جدلي . يعتبر ماركس رائد علم الاقتصاد السياسي من خلال دراسته دراسة مادية جدلية وتوصل لاكتشاف نظرية فائض القيمة وهو الاكتشاف الذي أضفى على الماركسية الصيغة العلمية بعد أن كانت طوباوية . مقدما بذلك سلاح نظري علمي لللبروليتاريا في مواجهة البرجوازية.
ج_ الاساس السياسي:
كانت الاشتراكية قبل ماركس مجرد فكر جنيني طوباوي قائم على النصح الأخلاقي للبروليتاري وقد ظهرت كأول محاولة في فرنسا وظلت عاجزة عن ادراك قوانين النظم الرأسمالية وقوانين التطور التاريخي للمجتمعات.
هذه الاشتراكية الطوباوية وقفت عاجزة عن التغيير قبل ماركس الذي وضع لها الاسس العلمية _ العملية صحبة رفيقه انجلز الذي حاور هذه الفلسفة في كتابه " الإشتراكية الطوباوية، الإشتراكية العلمية" وفيه نقد فريديريك انجلز الطوباوية واطلق عليها اسم '' الخيالية" كاشفا بذلك عن علمية اشتراكية ماركس التي رصدت الاسس العلمية و التاريخية لتحول المجتمعات من طبقية الى اشتراكية.
كما حاور انجلز رؤية اعلام الإشتراكية الخيالية وابرزهم :
سان سيمون : الذي يرى بأن جهاز الدولة هو القادر على الحد من وحشية الرأسمالية عن طريق السيطرة على وسائل الانتاج وان النخبة المثقفة هي القادرة على التغيير ، كان انجلز قد حاجج على ضعف هذا التصور ولا علميته من خلال افتقاره لعوامل تحققه مبينا ان جهاز الدولة البرجوازية لن يكون قادرا بحكم التطور التاريخي للرأسمالية على تاميم وسائل الانتاج وان التغيير غير ممكن من خارج مجال حركة الطبقة العاملة باعتبار ان مصالح النخبة تتعارض مع عملية التغيير بعكس مصالح البروليتاريا.
ثاني رموز هذه الإشتراكية الخيالية هو برودن الذي دعى الى التخلي عن الدولة و خلق تعاونيات أو جماعات فدرالية ، وقد حاجج انجلز هذا التمشي باعتباره تمش قاصر ومحدود و يؤسس للحياة الفوضوية وعودة بالتاريخ الى الوراء اى الى البربرية معللا ذلك بأن غياب عملية تنظيم حصول كل فرد على حاجياته سيخلق حالة فوضى كبيرة ويرى انجلز ان تركيز دولة البروليتاريا الاغلبية هو الحل.
كما نقد فريديريك انجلز تصور روبرت أوين صاحب فكرة خلق التعاونيات و تغيير المجتمع والغاء الربح وهو تصور مثالي يؤسس للعودة بالتاريخ الى فترة الاقطاع رأسا باعتبار ان فكرة خلق التعاونيات بدون ديكتاتورية البروليتاريا سيخلق من جديد النزعة نحو الامتلاك و السيطرة والنفوذ وخلق طبقة من النبلاء الجدد و سيؤبد واقع الاستغلال الطبقي .
إن كل تعريف شامل الماركسية لا بد أن يتوقف عند التعريف الذي اطلقه أحد تلاميذ ماركس الأووفياء ، لينين الذي يقول واصفا الماركسية :
" إن مذهب ماركس هو كل القدرة ، لأنه محق ، انه متناسق وكامل وهو يعطي مفهوما متماسكا عن العالم ، غير متوافق مع أي ضرب من الانحرافات ومع أي نوع من الدفاع عن الطغيان البرجوازي.انه الوريث الشرعي لافضل ما أبدعته الانسانية خلال القرن 19_ الفلسفة الألمانية والاقتصادر السياسي و الإشتراكية الفرنسية"
بقلم الرفيق احمد صالح
أن عملية التأريخ و قراءة التاريخ قدمت لنا ثورة أكتوبر كمرجع حافل بالحجج . اذ أن الصراع بين البرجوازية المالكة و البروليتاريا التي تعاني الاستغلال يعتبر حتمية تاريخية يفرضها واقع الصراع و يدفعها الظرف الموضوعي الى التبلور كحقيقة ميدانية تتجاوز النصوص المكتوبة و حلقات النقاش الكثيرة.
1: ميلاد الاشتراكية /اديولوجيا البروليتاريا:
بدأت الإشتراكية( فلسفة ماركسية)تتبلور كفلسفة برووليتارية موجهة ضد الرأسمالية البرجوازية خلال منتصف أربعينات القرن 19 متأثرة بعوامل عديدة على المستوى العالمي أهمها :
_ فلفسة الأنوار الفرنسية التي أطاحت بالحكم الملكي في فرنسا.
_ كشف أكذوبة الثورة في فرنسا وانجلترا باعتبارها ثورات ادت الى سيطرة البرجوازية على السلطة السياسية من جديد وانطلاق الطبقة العاملة الاوروبية و الالمانية خاصة في البحث عن بديل .
_ تطور العلوم خلال القرن 19 و توجيه ضربات حقيقية علمية للميتافيزيقيا أهم هذه الاكتشافات ( اكتشاف الخلية الحية في علم البيولوجيا : منها سيأتي مبدأ ديالكتيكي رئيسي وهو النفي و نفي النفي/ نظرية داروين : منها سيأتي مبدأ اخر وهو مبدأ التطور ...)
_ الازدهار الفكري الفلسفي خاصة في ألمانيا و بروز عدد من الفلاسفة ( ينتسبون للفلسفة الكلاسيكية) أهمهم فيورباخ و هيجل : ساهم في ميلاد المنهج الجدلي و قد حاور انجلز فلسفة فيورباخ عبر كتاب ( فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية).
لقد شـكلت الماركسـية ثـورة فلسـفية جديـدة فتحـت البـاب لتطـور علـم الثــورة الماركسـي القائم على وحدة متينة للديالكتيك والمنطق والمعرفة .وعلى الدور التاريخي للطبقة العاملة حاملة المشروع الثوري الحقيقي. و قـد ســاهم هـذا النقـد الثـوري فــي بنــاء المصـادر الثلاثـة للفكر الماركسي الذي انبنى على مساهمات نقدية حاسمة ادت الى ثلاث ثورات شكلت الأساس البنيوي النظري للفكر : فلسفيا ، اقتصاد سياسي ، سياسيا.
أ- الأساس الفلسفي للاشتراكية:
تأثر كل من كارل ماركس وو فريديريك انجلز بكتابات هيجل وفيورباخ و نقدهما نقد جذري ليتوصلا الى قلب ديالكتيك هيجل ووضع الفلسفة المادية الجدلية والتاريخية كسلاح نظري للطبقة العاملة وبيدها كمرشد للعمل الثوري الحقيقي مؤسسين بذلك لعلم الثورة البروليتاري.
ب_ الاساس الاقتصادي السياسي:
يعتبر علم الاقتصاد السياسي أحد أهم ركائز الماركسية كفكر ثوري ، وقد ظهر هذا العلم مستقلا بذاته مع ادام سميث ودايفد ريكادو لكن وبحكم انتمائهم الطبقي عجزا عن فهم هذا العلم من منظور مادي جدلي . يعتبر ماركس رائد علم الاقتصاد السياسي من خلال دراسته دراسة مادية جدلية وتوصل لاكتشاف نظرية فائض القيمة وهو الاكتشاف الذي أضفى على الماركسية الصيغة العلمية بعد أن كانت طوباوية . مقدما بذلك سلاح نظري علمي لللبروليتاريا في مواجهة البرجوازية.
ج_ الاساس السياسي:
كانت الاشتراكية قبل ماركس مجرد فكر جنيني طوباوي قائم على النصح الأخلاقي للبروليتاري وقد ظهرت كأول محاولة في فرنسا وظلت عاجزة عن ادراك قوانين النظم الرأسمالية وقوانين التطور التاريخي للمجتمعات.
هذه الاشتراكية الطوباوية وقفت عاجزة عن التغيير قبل ماركس الذي وضع لها الاسس العلمية _ العملية صحبة رفيقه انجلز الذي حاور هذه الفلسفة في كتابه " الإشتراكية الطوباوية، الإشتراكية العلمية" وفيه نقد فريديريك انجلز الطوباوية واطلق عليها اسم '' الخيالية" كاشفا بذلك عن علمية اشتراكية ماركس التي رصدت الاسس العلمية و التاريخية لتحول المجتمعات من طبقية الى اشتراكية.
كما حاور انجلز رؤية اعلام الإشتراكية الخيالية وابرزهم :
سان سيمون : الذي يرى بأن جهاز الدولة هو القادر على الحد من وحشية الرأسمالية عن طريق السيطرة على وسائل الانتاج وان النخبة المثقفة هي القادرة على التغيير ، كان انجلز قد حاجج على ضعف هذا التصور ولا علميته من خلال افتقاره لعوامل تحققه مبينا ان جهاز الدولة البرجوازية لن يكون قادرا بحكم التطور التاريخي للرأسمالية على تاميم وسائل الانتاج وان التغيير غير ممكن من خارج مجال حركة الطبقة العاملة باعتبار ان مصالح النخبة تتعارض مع عملية التغيير بعكس مصالح البروليتاريا.
ثاني رموز هذه الإشتراكية الخيالية هو برودن الذي دعى الى التخلي عن الدولة و خلق تعاونيات أو جماعات فدرالية ، وقد حاجج انجلز هذا التمشي باعتباره تمش قاصر ومحدود و يؤسس للحياة الفوضوية وعودة بالتاريخ الى الوراء اى الى البربرية معللا ذلك بأن غياب عملية تنظيم حصول كل فرد على حاجياته سيخلق حالة فوضى كبيرة ويرى انجلز ان تركيز دولة البروليتاريا الاغلبية هو الحل.
كما نقد فريديريك انجلز تصور روبرت أوين صاحب فكرة خلق التعاونيات و تغيير المجتمع والغاء الربح وهو تصور مثالي يؤسس للعودة بالتاريخ الى فترة الاقطاع رأسا باعتبار ان فكرة خلق التعاونيات بدون ديكتاتورية البروليتاريا سيخلق من جديد النزعة نحو الامتلاك و السيطرة والنفوذ وخلق طبقة من النبلاء الجدد و سيؤبد واقع الاستغلال الطبقي .
إن كل تعريف شامل الماركسية لا بد أن يتوقف عند التعريف الذي اطلقه أحد تلاميذ ماركس الأووفياء ، لينين الذي يقول واصفا الماركسية :
" إن مذهب ماركس هو كل القدرة ، لأنه محق ، انه متناسق وكامل وهو يعطي مفهوما متماسكا عن العالم ، غير متوافق مع أي ضرب من الانحرافات ومع أي نوع من الدفاع عن الطغيان البرجوازي.انه الوريث الشرعي لافضل ما أبدعته الانسانية خلال القرن 19_ الفلسفة الألمانية والاقتصادر السياسي و الإشتراكية الفرنسية"
بقلم الرفيق احمد صالح
0 تعليقات