الجناح على اليسار : اصلاح للمفهوم الاشتراكي | بلشفيّات

بقلم الرفيق المؤمل عادل

في عالم اليوم تشوهت وتعقدت السياسة وهنا لا ألقي اللوم كالعادة على اليمين وحده أو أي جهة سياسية لأن الجبهات المتصارعة بكل أشكالها منذ ثلاثة قرون والى اليوم شكلت العالم على ما هو عليه الأن،
صار صعباً أن يميز الكثير من العامة بل وحتى القراء الجدد بين الأجنحة السياسية والأيدلوجيات المختلفة وحتى الأنظمة الأقتصادية التي يعتاشون بها ويتاكملون كجزء منها!،
والسؤال الأكثر تعقيداً هو "ما هي الأشتراكية"؟، وهنا سأجيب كما اجاب فردريك أنجلز "أن الأشتراكية عبارة غامضة"!، لأن جوابه كان واقعي بما يكفي،
في البدء الأشتراكية ليست هدف اليسار النبيل ولا النتيجة الحتمية للصراع الطبقي وليست أقصى الأمنيات الجماهيرية!،
لأن الأشتراكية تعريفها بسيط "الملكية العامة لأدوات الأنتاج" ولكن تفسيره ووضعه على الواقع معقد ولا يرمز تطبيقها لتعريفها بشيء إلا القليل،
ببساطة الأشتراكية ليست من صنيعة اليسار وحده ولا هي وليدة الفكر الماركسي أو المفكرين اللاسلطويين اليساريين بل أنها أقدم من ذلك ومن الممكن أن تكون حتى أقدم من ظهور الطبقة العاملة نفسها (من الممكن أن اكون مخطئ)،
ولكن لماذا يرى أنجلز ورفاقه ما يرونه عن الأشتراكية؟،

لأن الأشتراكية هي أداة في يد الجميع ولا أعني اداة تستخدم لخدمة طبقة واحدة ولكن اداة لخدمة أي طبقة وأي حزب وأي جماعة على حساب الأخرى، فعلى عكس الشيوعية والرأسمالية التي تخدمان كلاهما طبقة واحدة وتلغيان الأخرى تدريجياً، الأشتراكية قد تخدم أي منهما بل وحتى أن تخدم كِلا الطبقتين في آن الوقت!،
وصارت عبارة الأشتراكية أكثراً أغتراباً عن نفسها اليوم اكثر من القرن الماضي فاليوم هنالك أحزاب قومية أشتراكية وليبرالية أشتراكية وأسلامية ومسيحية....الخ كلها تدعي الأشتراكية!،
بل أن التعريف اليساري للرأسمالية هو "أشتراكية الأغنياء"!،
لكن هل الأشتراكية بهذا السوء؟ حسناً اشتراكية العمال ليست كذلك فهي تدعو إلى تقليل الفوارق الطبقية وإنهاء الصراعات الشعبوية القومية منها والعرقية وتطالب بوضع رأس المال تحت حكم الدولة ورقابتها،
اما السؤال الأخير: هل الأحزاب العربية القومية والغربية التي وضعت ولا تزال تضع عبارة "الأشتراكية" في أسمها هي جزء من اليسار؟،
في الواقع لقد أُجيب هذا السؤال ألوف المرات لكن الضغط الأعلامي وغسيل الدماغ الذي تستخدمه أجهزة ألاعلام المدفوعة الثمن! تحاول أن تثبت أن الأحزاب القومية الأشتراكية تنتمي لليسار!، لكي تبرر الجرائم والمجازر بدون أن تتلطخ سمعة اليمين تارة ولكي تنكر الأنتصارات التي حققها اليسار عسكرياً وسياسياً ضد هذه الجماعات اليمينية تارة أخرى، ولكي تنزه نفسها وتحول الصراع من اليسار ضد اليمين الى اليسار ضد نفسه!،
أن الهدف الحقيقي لليسار هو الأشتراكية الأممية العلمية "الشيوعية" وأن "أشتراكية دولة العمال" ليست إلا حلاً مؤقتاً لها.


بقلم الرفيق المبدع المؤمل عادل

إرسال تعليق

0 تعليقات