اليسار التونسي: موت بطيئ و تحديات التجديد


 



الكاتب : فهد الشيوعي

 تواجه القوى اليسارية في تونس تحديات هائلة ومرحلة صعبة تهدد استمراريتها وتجديدها. حيث يعاني اليسار التونسي من أزمة هويّة وصراعات داخلية، تضعف من قدرته على تقديم برامج ورؤى فعّالة للمستقبل. وفي ظل الوضع السياسي والاقتصادي الراهن، يثار التساؤل حول مستقبل اليسار وقدرته على الاستجابة لتطلعات الشعب والمساهمة في تحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد. تجددت المشاكل الداخلية التي تواجهها الأحزاب اليسارية في تونس بعد الثورة، حيث تفتقر إلى القيادات القوية والرؤى الواضحة. بالإضافة إلى ذلك، تعاني الأحزاب اليسارية من تقسيمات وخلافات داخلية تهدد وحدتها وتفوقها على المستوى السياسي. هذه التحديات الداخلية المستمرة تعزز القلق بشأن مستقبل اليسار التونسي وقدرته على البقاء ضمن المنافسة السياسية.

 إلى جانب التحديات الداخلية، يواجه اليسار التونسي صعوبات في الجذب والتواصل مع الشباب والفئات الشعبية. بالرغم من تاريخه المجيد والمساهماته السابقة في النضال الاجتماعي والسياسي، إلا أن اليسار التونسي يواجه صعوبة في تجاوز بعض الصور النمطية والتحديات الحاضرة. يحتاج اليسار إلى الابتكار والتجديد للوصول إلى الشباب والفئات الجديدة وتفعيل قاعدته الشعبية. من أجل تجديد اليسار التونسي وضمان بقائه في المشهد السياسي، يجب أن يركز على بناء قيادات قوية وواضحة الرؤية، قادرة على تشكيل خطة استراتيجية لتحقيق أهدافه. كما ينبغي على اليسار أن يستفيد من التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الشباب والفئات المستهدفة ونشر أفكاره وبرامجه. يلزم أيضًا تعزيز التضامن والتعاون بين أحزاب اليسار المختلفة لتحقيق تأثير أكبر في المجتمع .

إرسال تعليق

0 تعليقات