بقلم الرفيق المؤمل عادل
كل أشكال الشعارات الرجعية الداعية إلى التطرف الديني أو العرقي هي ليست إلا شكلاً من أشكال التستر على فشل المنظومة الربحية في توفير أبسط مقومات الحياة للشعوب الجائعة.
لقد أخذ رجال الدين وتجار الأزمات وسماسرة السلاح على عاتقهم مهمة تخدير الجماهير وتحويل غضبهم من الطبقة الغنية إلى بعضهم بعضاً!.
في الشرق الأوسط ومنذ أكثر من قرن كانت الأنظمة العربية الفاشية تهتف بالتحرر من الإستعمار ومحاربة العدو، بينما كانت هي تمارس العمالة مع الأجنبي الدخيل لكي تشتري الوقت والمغفرة منه على حساب جوع شعوبها لكي تُبقي على ملوكها وحكامها في قمة الهرم السلطوي، بينما كانت حركات التحرر الفعلي، الوطنية و اليسارية وغيرها مشغولةً في تسليح الجماهير ضد الإمبريالية.
بعد أن لاقت الجماعات المناضلة مصير التهجير والتخوين والإقصاء بسبب حربها على حليف الحاكم العربي المستورد من أوربا وشمال أمريكا.
في القارة الأفريقية إتخذ صراع العمالات شكلاً أخر، حيث كان للعنصرية السياسية الغربية إنتشاراً عسكرياً في الدول الأفريقية بهدف تربيح الشركات المصنعة للسلاح والإستيلاء أولاً وأخيراً على موارد أفريقيا، ولإن القارة يجتاحها الفقر بسبب الأزمات المفتعلة، قررت الرأسمالية العالمية أن الدعاية والإعلان التجاري لن يكون لهما قيمة في بلدان القارة السمراء وأن الحل هو التكتل العسكري والتقسيم العنصري، فأخذت الدول المحتلة تنظم الإنقلابات وتمول الجماعات المتطرفة لكي تحول غضب أبناء القارة نحو بعضهم بعضاً.
أما أمريكا اللاتينية فقد كان مصيرها مشابهاً لمصير الشرق الأوسط سياسياً، حكامٌ يمتازون بالعمالة وشعوبٌ جائعة تعتاش على حب "كرة القدم" وحلم إتحاد القارة ذات يوم.
هذا الحلم التي مزقته يد التوسعية الغربية والبورصة الأمريكية، وكل من قاوم فيها كان مصيره الجوع والحصار المشدد.
أما الخلاصة لكل ما سبق فيمكن إختصاره في بضع كلمات
"ليست الليبرالية إلا أبنة الفاشية المدللة"
0 تعليقات