فلاديمير لينين :العبقري الذي قاد الى الانتصار العظيم | بلشفيّات


بقلم: محمد جواد فارس


لا يمكن للمرء أن يصبح “شيوعيا “إلا بعدما يغني ذاكرته جميع الثروات الفكرية التي أبدعتها الإنسانية

فلاديمير لينين

لم يكن اختياري للعنوان صدفة ، وانما كنت قد كتبت مقالة بهذا العنوان عام 1975 في صحيفة 14 أكتوبر والتي كانت تصدر في جمهورية اليمن الديمقراطي ، عن الحزب الاشتراكي اليمني في مولد لينين يوم 22 نيسان . و اليوم استعير هذا العنوان للاعتزاز به ولما أكنه من احترام لهذا القائد الذي غير مجرى التاريخ في قيادته لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى عام 1917 ، وما احدثته هذه الثورة من تغير في العالم ، وبدء شعوب العالم في الانتفاض على الاستعمار بكل أشكاله وإقامة أحزاب وطنية وثورية ونهوض حركة تحرر وطني في كل بلد .

دأب لينين منذ نعومة أظفاره في التفكير بما يحدث قي روسيا القيصرية من اضطهاد للفلاحين والعمال والمثقفين الثورين من كتاب وشعراء ، وكان في عائلته أخيه الأكبر والذي اشترك مع حركة ثورية تعد إلى تصفية القيصر ولكن الخطة لم يكتب لها النجاح واعدم الكسندر الأخ الأكبر للينين ورفاقه ، مما حدى بلينين التفكير السير بطريق أخر ،ولينين اطلع على الثورة الفرنسية الأولى و درس تجربة العمال في كومونة باريس و ما كتبه كارل ماركس عن هذه التجربة الأولى العظيمة مستفيدا من الدروس والعبر ، واكتملت الصورة لدى لينين في العمل الثوري وهو خارج روسيا ، وعلى صلة في رفاقه في حزب العمال الديمقراطي الروسي ويتابع عن كثب كل الاحداث والتسلط القيصري على قمع كل الأصوات المطالبة بالحرية وحق الانسان بالحياة الحرة الكريمة ، واعتبر لينين انتفاضة الشعب الروسي عام 1905 هي بروفه مهدت الى ثورة أ كتوبر عام 1917 ، ولينين كان يبعث بتوجيهاته الى رفاقه بالدخل بالعمل من أجل إقامة تنظيمات على مستويات متعددة في المصانع والمزارع و منتديات المثقفين ، الثورين وهذا ما هيئ لنضج الوضع الثوري في العاصمة بطرسبورغ ، عندما اعلن الطراد أفرورا اطلاق بداية الثورة على حكومة كيرنيسكي دخل العمال واعتقلوا أعضاء الحكومة و كانت توجيهات لينين وتوصياته للثوار بأن يحافظوا على تراث روسيا وكوادرها لديمومة مقومات الدولة ، وبثورة أكتوبر المجيدة انتهى العصر القيصري الامبريالي وبدء لينين بتشكيل حكومة الثورة ، وأول خطوة قام بها لينين وحكومته هي اعلان مرسوم السلام واعلن فيه ان روسيا اليوم تعلن خروجها من الحرب الامبريالية و تعلن انها مع سيادة البلدان وعدم التدخل في الشأن الداخلي ، وبعد ذلك اصدر مرسوم الأرض وأعطى الحق للفلاحين في زراعة الأرض واقامت التعاونيات الفلاحية ، وهو العارف ان روسيا هي بلد زراعي ومترامي الأطراف ، ومن ثم فكر لينين في كهربة البلد و وضع برنامج الاقتصاد الجديد والذي يقوم على أسس الاشتراكية العلمية ، وهان نذكر ان لينين أسس الحزب الشيوعي الروسي والذي سمي باسم البلاشفة وهم الأكثرية ، وقد أسس الجيش الأحمر والذي وقف ضد العناصر التي وقفت ضد البناء الاشتراكي واسست ما يسمى بالجيش الأبيض ، وبفضل الجيش الأحمر صد التدخل الامبريالي ضد السلطة السوفيتية ،وانظمت جمهوريات الى جمهورية روسيا واصبح البلد يسمى باسم جمهوريات الاتحاد السوفيتي الاشتراكية ، وتجلت خطط لينين بالسير في الدولة الفتية الى ان تصبح قبلة لكل حركات التحرر الوطني في العالم بما اتخذته من خطوات من اجل العمال والفلاحين وشغيلة اليد والفكر واهتم لينين بالمثقفين وكان لديه علاقات حميمية معهم وعلى سبيل المثال مكسيم غوركي صاحب رواية الام ومن شعر ما يكوفسكي يقول فيه انا تعلمت اللغة الروسية لأن لينين كان يتحدث بها ، هكذا كان لينين المعلم والقائد لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى مستفيدا من التراث الذي خلفه كارل ماركس وفريدريك انجلس والبيان الشيوعي وقادة الحركة العمالية العالمية من أمثال بليخانوف و كاوتسكي و روزو لكسنبورغ وغيرهما ، وقد كتب لينين عشرات المجلدات في مجالات متعددة ، ولان تدرس في المدارس الحزبية للأحزاب الشيوعية والعمالية والتي لازالت متمسكة بالفكر الماركسي اللينيني . ومن هنا نجد ان حركات التحرر الوطني تجد في مؤلفات لينين والعودة لها هادي لهم في حل المعضلات التي توجهم وفق ما يتطلب الوضع في هذا البلد او ذاك . ونحن الان في عراقنا ونحن نعاني من الاحتلال لبلدنا من قبل الامبريالية الامريكية والاوربية وكذلك التدخل الفض من قبل ايران والأتراك ، خلال سبعة عشر عاما مضت والبلد تنهب ثروته المادية والحضارية وشعبنا يعاني من الفقر والجهل ولا مستشفى و لا مدرسة ولا مصنع ولا زراعة وثروتنا تبدد هنا وهناك وتسرق ، ، والوضع لا يطاق و انتفضت الجماهير في مدن وقصبات العراق وقامت هذه الاحتجاجات الجماهيرية في ساحات التحرير وهي تطالب بوطن ذو سيادة و مواطن يعيش بكرامة في ظل بلد غني بثروته وفقراء شعبه يجوعون و أحزاب السلطة تزداد غنى على حسابهم ، لقد قدمت جماهير الانتفاضة الثورة السلمية ما يقرب من سبعة مائة شهيد ارتقوا الى العلى والمجد و الالف من الجرحى وكان نصيب عدد غير قليل الإعاقة الجسدية ، لذلك ان الثوار وهم ملتزمون بالتعاليم الصحية الان نتيجة فايروس كارونا لم يقبلوا الا بشروطهم التي اعلنوا عنها في ساحة التحرير ، ولم يقبلوا بالمحاصصة الطائفية والاثنية التي دمرت الدولة العراقية خلال الأعوام المنصرمة منذ الاحتلال الغاشم ، اننا مع تجارب الشعوب ومنها تعاليم لينين في الدولة والثورة ، فالثوار مدعوين لرص صفوفهم و الاعتماد على تأطير عملهم و طرح برنامجهم وسيكون النصر لهم ولشعبنا .تحية لذكرى ميلاد لينين معلم البشرية في الثورة .



عن موقع كتابات و جميع الحقوق محفوظة له

إرسال تعليق

0 تعليقات