الرفيقة يمام زغلول
عندما نتوجه بالنقد لفكرة او مفهوم حديث لا بد من مراعاة كيفية النقد له حتى يكون بناء و يتم قبوله
ويقصد بذلك أن يكون نقد علمي مبني على حقائق وليس نقد لمجرد النقد وإلحاق الشتائم بحيث ينبع من جهل وسطحية وعدم تقبل لفكر جديد.
لا يوجد هناك نقد موضوعي وحقيقي ضد نظرية أو فكرة يدعي من البداية فشلها وسعيها للتخريب وتحقيق مصالح شخصية مثال على ذلك أي مفكر أو عالم يحاول تقديم فكر جديد وخارج عن المألوف فيتوجه إليه نقد حاد بحجة أن الذي يقدمه مجرد أفكار نظرية تطبيقها مستحيل أو أنها أفكار خارجة عن دوافعه الداخلية و رغباته الذاتية ولكن من الطبيعي جداً أنّ أي نظرية أو فكرة ستكون بالبداية من رغبة ودافع قوي عند الشخص الخارجة منه بغض النظر عن مصدر الرغبة وسببها فيمكن التنبؤ من خلال التطبيق العملي لها إن كانت تهدف لإقامة تغيير وإصلاح أو العكس بالإضافة أنَه حتى وان كانت رغبات وأهداف على المستوى الشخصي ولكن حالما خرجت الفكرة او النظرية الى المجتمع وأصبحت تمثل قضية عامة وتسعى لتلبية دوافع اجتماعية فهي لم تعد ذاتية فكما يقول برتراند راسل في كتابه السلطة والفرد:
كثيراً ما ُينتج الفنان والعالم والمكتشف أموراً لها منافع اجتماعية كثيرة ولكن الدوافع التي ساقته إلى عملها إنما هي دوافع ذاتية تتعلق بقدراته و أولاعه الخاصة فلا ينبغي إذن تفضيل الدوافع الاجتماعية على الدوافع الفردية وما أعمال الأنبياء والفلاسفة والعلماء إلا مثال على ذلك .
نستنتج من ذلك أن دور النقد الحقيقي والبناء يجب أن يظهر من خلال دراسة النظرية بتروي ودراسة المنحى التطبيقي لها ومعاينة الإيجابيات التي ستقدمها قبل السلبيات والتي هي بالتأكيد تكاد لا تذكر عندما يكون الفكر المقدم ناتج عن دراسة وعمل وتعمق فكما تقول المادية الديالكتيكية " إن قوة وحيوية أية نظرية فلسفية تختبران بقدر ما تتأكد هذه النظرية في التطبيق وتكون قادرة على التطور تطور خلاقاً وعلى التعميم واستيعاب وصياغة التجربة الجديدة , وبهذا تكون قادرة على خدمة
حاجات التقدم الاجتماعي "
0 تعليقات