حول علاقة الاشتراكية بالشيوعية | بلشفيّات

بقلم الرفيق طايع غابري



قد لا يمكن التنبؤ مسبقا و بدقة بالاشكال الملموسة لتنظيم الانتاج و توزيعه في مرحلة الشيوعية لكن في وسعنا ان نحدد السمات العامة لهكذا مجتمع و هكذا اقتصاد لا ينتج من اجل الربح و مراكمة فائض القيمة . حيث يتميز الشيوعي اساسا بانعدام النقد و الملكية الخاصة و بانعدام الطبقات و هو ما يعني غياب لكل دولة ليحل محلها التنظيم الذاتي و الارادي للانتاج و التوزيع و كافة اشكال الحياة الاجتماعية للمجتمع ..و هذا المستوى الذي يفترض تطورا هائلا في مستوى قوى الانتاج تكنيكا و وعيا و قدرة عظيمة و متعاضمة دائما على تلبية حاجيات المجتمع المادية المتزايدة و المتنوعة باستمرار توزع فيه الخيرات المادية وفق المبدا القائل " من كل حسب طاقته الى كل حسب حاجته" ان التناقض الذي يحكم هذا المجتمع هو صراع الانسان ضد الطبيعة من اجل التحكم بها و تطويعها لفائدة تطوره بشكل اكثر منهاجية و عقلانية لا يقوم على الاستغلال الفاحش لها و المضر بالبشرية الذي كان يغذيه مبدا الربح و الملكية الخاصة في المجتمع الراسمالي ..ان التنظيم الشيوعي لحياة البشر و الخاالي من الطبقات و من كل شكل للاستغلال هو الهدف النهائي للماركسيين و للحركة البروليتارية العالمية بينما يتمثل هدفها المباشر في تحطيم النظام الراس مالي و اجهزة سلطتها و على راسها الدولة البرجوازية و ارساء ديكتاتورية البروليتارية و اقامة دولتها الخاصة التي تتمثل مهمتها الرئيسة في اعادة تنظيم المجتمع على اساس نمط الانتاج الاشتراكي و الملكية العامة لوسال الانتاج و مصادرها و فرض الرقابة العمالية على عملية الانتاج و التوزيع و خلق الهيئات السياسية و الاقتصادية الكفيلة بهذه المهام ان الصراع الطبقي لا يتوقف في مرحلة البناء الاشتراكي بل يصبح اشد و اكثر ضراوة .. صراع ضد بقايا الراسمال و بقايا هياته الطبقية و العادات الاجتماعية التي اورثها للمجتمع الجديد تقمعها الطبقة العاملة و تمارس ضدها ديكتاتوريتها كطبقة حاكمة و صراع اخر ضد الملكية الصغرى و خاصة الفلاحية منها التي تمثل المنفذ الرئيسي لعودة الراسمالية من جديد و لذلك تعمل الطبقة العاملة على مساعدة الفلاحين المفقرين و صغار الفلاحين و توعيتهم بضرورة اعادة تنظيم ملكيتهم و استغلالهم للارض و وسائل الانتاج بشكل جماعي و منهاجي لا لفائدة انفسهم فقط بل لفائدة المجتمع باسره فتمدها بالتقنية و الالات التي تبقى دائما ملكا للمجتمع ... و في هذا بالضبط تمارس الطبقة العاملة ديمقراطيتها كطبقة . ان الانتاج و تلتوزيع داخل المجتمع الاشتراكي يعمل وفق المبدا القائل "من كل حسب طاقته الى كل حسب عمله" و من لا يعمل لا ياكل بينما تلتزم دولة العمال و الفلاحين بتطوير الانتاج كما نوعا من ناحية من اجل سد الحاجات المادية التعاضمة للمجتمع و من ناحية اخرى لتوفير العمل لملايين المعطلين و رفع انتاجية قوى الانتاج و مردوديتها .. اذا في المجتمع التشتراكي لا زلنا نتحدث عن وجود التفاوتات الاجتماعية و و جود الطبقات و تفات بين الريف و المدينة .. و بسبب من كل هذا من البديهي ان تكون هناك دولة غير انها ليست دولة كما هي عليه بشكلها الخاص الذي نعرفه في النظم الراسمالية التي تتصدى و تقمع في كل مرة توق اقوى الانتاج الى التطور و تحطمها لتجاوز ازمة فوضى الانتاج التي يعيشها الانتاج الراسمالي بل بالعكس كما راينا هي تعمل بالضبط في الاتجاه اللذي تتطور فيه قوى الانتاج .. في الاتجاه الذي يتحصل فيه المجتمع على المزيد و المزيد من الخيرات المادية من الرفاه و الرقي و الوعي انها تعمل على تطوير شكل الهيائات اللذي تنتظم فيه حياة المجتمع باسره و الرقي بها و نقل هذه الهيات و سلطته الى المجتمع باسره بشكل تدريجي و مطرد .. اي عكس ما كان و لازال يحدث في الدول الراس مالية ..في اتجاه توفير جميع المقدمات المادية الضرورية للانتقال الى الجمتمع الاشتراكي بشكل نهائي و معمم و باختصار مهوكل تقدم و نجاح تحققه في حل تناقضات المجتمع حلا تقدميا فانها بذلك تعمل في اتجاه اضمحلالها التدريجي هنا بالظبط ينتهي دور الدولة بوصفها دولة بشكل عام اي بوصفها جهازا طبقيا و تبدا مرحلة جديدة مرحلة الانتقال للشيوعية .
بالتالي يمكن القول ان الاشتراكية هي مرحلة وسيطة .. مرحلة انتقالية بين الراسمالية و الشيوعية يهيؤ في اطارها المجتمع جميع المقدمات العلمية و الاقتصادية و الاجتماعية و التنظيمية للتخلص نهائيا من كل استغلال و عبودية من كل طبقة من كل ملكية خاصة من كل نقد و مال .. و من كل جميع مظاهر البؤس و التخلف التي يؤبدها النظام الراس مالي و يقدسها . 
ان دور الاشتراكية العلمية و الاحزاب البروليتارية الثورية يتمثل اساسا في تحديد الاشكال الخاصة للتحويل الاشتراكي للمجتمع بحسب الضروف الموضوعية والذاتية المحيطة بحركتهم بحيث تلقى هذه المهمة على عاتقهم بوصفها مهمة نظرية و عملية في ان واحد .

إرسال تعليق

0 تعليقات