تهمة الشيوعية ! | بلشفيّات

بقلم الرفيق المؤمل عادل

"تهمةُ الشيوعية"

حين تستمع إلى النقد العالمي لفكرة "الشيوعية" ستجد في كل مكان شكلاً من أشكال المعارضة لهذه الفكرة بعضها مسلح يفرض قوانين التجريم ضد الأفكار اليسارية داخل حدود البلد أو خارجه بالقوة العسكرية والبعض يجرمها بصورة "ديمقراطية" مزيفة وهذا التشويه و القمع الممارس ضد اليسار ليس وليد اليوم بل هو أقدم من ذلك وقد تمت ممارسته ضد الجماعات اليسارية القديمة التي ظهرت قبل ظهور اليسار السياسي حتى !

 إن النتائج الكارثية التي خلفتها كل أشكال المعارضة المختلفة التابعة لليمين لم تكن على شكل قمع عسكري أو سياسي فقط ولكنها مارست سياسةً أكثر خبثاً و وحشية ألا وهي سياسة "المسخ والتشويه" 

لكي تفهم حقيقة تلك السياسة فقط جرب أن تسأل الإعلام الغربي عن سبب معارضته للأشتراكية مثلاً وعندها سيخبرونك أن اليسار "مثالي" بعيد كل البعد عن الواقع وأن "طبيعة البشر" تقوم على أساس الجشع والتفرد ! .

أما في الشرق الأوسط فالجواب بسيط "الشيوعية كفر وحرام" ! .

القومي الفاشي يرى أن الشيوعية تحارب قداسة قوميته المزعومة.

و الليبرالي يرى أن الشيوعية تعادي حريته الوهمية.

في هذه اللحظة فقط ستفهم أن تفسير كلمة "شيوعية" يختلف من مكان لآخر والتهمة تختلف معه أيضاً وذلك يرجع إلى حقيقة أن الجماهير الخاضعة لسيطرة اليمين لا تسمح لهم السلطة الحاكمة أن يفكروا وأن يمارسوا النقد العلمي بل يكتفون بترديد الكلمات الجاهزة التي تشبه سيناريو الأفلام و إنه لغير مسموح لهم بالخروج عن ذلك النص وإلا فإن التنكيل والتوبيخ سيطرق بابهم.

لقد مارس اليمين أحقر أشكال التهويل والتهريج الإعلامي ضد اليسار ووضع بذرة التجهيل في عمق المجتمع.

راحت أحزاب اليمين لقرون تهتف بالحقد على اليسار وكيف أن الأشتراكية ستسرق طعام الناس ومنازلهم وأعز ممتلكاتهم وستسلبهم حق التسلح والدفاع عن النفس.

أما اليوم وبمجر أن أستفرد اليمين بالسلطة عزز المصارف لخدمة الشركات التي صادرت البيوت من الناس بحجة أن السكن ليس من الحقوق البشرية وأسس فكرة البطالة ونشر الفقر والبؤس والخراب بحجة الدفاع عن "حق التملك المقدس" وأخيراً سحب السلاح من الشعوب بحجة "القضاء على الأرهاب" وهو بالمناسبة نفس الأرهاب الذي أسسه اليمين وموله في بادئ الأمر !

و السخرية هنا أن البيان الشيوعي تنبأ علمياً بفكرة "تهمة عار الشيوعية الشنيعة" مسبقاً ! 

و اليوم وفي هذا الزمن الذي يستعبد فيه اليمين شعوب العالم يجب أن لا يخاف الماركسيون والأناركيون من هذه التهمة وأن تبعث في نفوسهم الفخر و حب الطبقة العاملة و أحقية الطبقة الكادحة في تحقيق العدالة الاجتماعية وأن يفرحوا ويبتهجوا حين توجه تهمة الأرهاب لهم من قبل اليمين وأعوانه وأن لا يتوقفوا عن نضالهم الأنساني.

إرسال تعليق

0 تعليقات