ديمقراطية شعبية لا شعبوية- ايهاب المالكي | بلشفيّات


الناشر : ايهاب المالكي

الشعبوية تيار روسي تشكل في ستينات القرن 19 حيث تخل عن أي مشروع لصالح النضال في سبيل الإصلاحات الاقتصادية و الاجتماعية.. فالشعبوية ارتدت قناع اليمين القومي في دول العالم الأول، حيث ترفع شعار حماية السياسة الوطنية من التدخل الخارجي سواءا كان اقتصاديا او دينيا او عرقيا و كل هذا ظاهريا.. و تبدو هذه الظاهرة واضحة للغاية و بصورة مأسوية في الولايات المتحدة الامريكية.. فالتيارات الشعبوية تفتقد المسؤولية و تتسم بالغوغائية ينتهجها حكام لا يتوانون عن التضحية بمستقبل مجتمع من اجل حاضر سريع الزوال يرتدي قناع التقدمية في العالم الثالث، و نأخذ مثال عن ذلك تونس، و بعد انتخابات 2019 صعدت الاحزاب السياسية و الكتل البرلمانية الشعبوية إلى جانب الانتهازيين سياسيا الذين استغلوا الجانب الديني و نقصد بذلك "حركة النهضة" و "ائتلاف الكرامة" حيث حولوا البرلمان إلى ساحة للتهريج لا لمناقشة القضايا العامة، كما حولوه إلى مساحة للمزايادات السياسية و الخطابات العاطفية البعيدة عن منطق الواقعية السياسية..فالشعبوية هي احد أشكال العمل السياسي الذي يقوم على تفسير القضايا العامة بشكل درامي محملا النخب الحاكمة مسؤولية المشاكل السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية اما الهدف فهو تغيير موازين القوى المهيمنة على السلطة بدون بديل اقتصادي و اجتماعي حقيقي و يحاول الشعبويون الاقتراب من الناس من خلال خطب و وعود تحرك المشاعر و تثير المخاوف كما يقدمون في خطبهم حلول بسيطة لمشاكل اقتصادية و اجتماعية معقدة معتمدين على شعارات بطاقة مثل "نحن الشعب"، "الشعب يريد"، "الإسلام في خطر".. 
و اما هاته الأزمات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية الخانقة، و التي تقف أمامها الشعبوية، لا خيار دون الديمقراطية الشعبية، و التي تضمن اضافة للحقوق السياسية الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية من حق في الشغل و الخدمات الاجتماعية.. فالديمقراطية الشعبية، و التي تعتبر شكل من اشكال ديكتاتورية البروليتاريا قدمت نفسها في بلغاريا في اربعينات القرن الماضي، و التي تعتبر من تجارب الشعوب الرائدة التي شقت طريقها غبر نضال ملحمي ضد الفاشية و الامبريالية و ضد العلاقات الراسمالية من اجل التحرر الوطني و الاجتماعي و من اجل الانتقال بالبلاد من الرأسمالية ذات الطابع المشوه الى الاشتراكية و بناء المجتمع اشتراكي بقيادة الطبقة العاملة. 

إرسال تعليق

0 تعليقات