المصدر : لقاء تلفزيوني مع المفكر محمود أمين العالم .
"أنا ماركسي، و بدون جذوري العربية الإسلامية لا أكون ماركسياً صحيحاً، لأن الماركسية في عموميتها صحيحة لكن لا تكون أصح إن لم تكون لها خصوصيتها القومية والتراثية، الماركسية في مصر ينبغي أن تختلف كفكر علمي عن الماركسية في تطبيقها في الإتحاد السوفيتي وفي الصين، في الصين ارتبطت الماركسية بالكونفوشيوسية واستفادوا من الكونفوشيوسية فعلا في تطبيق الماركسية. التجارب الإنسانية والعلمية والتاريخية إن لم تستند إلى تراثها التاريخي تفقد حقيقتها، حتى تفقد عمومياتها، لكي تكون عامة صحيحة ينبغي أن تكون عميقة الجذور الخصوصية.
وأنا أواصل بالفعل فهمي الأعمق والأقدر واستفادتي من أجل تطوير فكري وتطوير الواقع، من خلال مداومة الغوص فعلاً في التراث العربي الإسلامي، ولكن لا لأقلده بل لأضيف إليه إضافة إبداعية، أنا أدعو الآخرين لا أدعو نفسي فقط، ينبغي أن يكون موقفنا من التراث لا موقف التكرار والتقليد والاكترار بل موقف الإضافة. هذه بنوتنا الحقيقة لتراثنا لابوتنا، أن نضيف نحن الأبناء أن نضيف للتراث جديداً مبدعاً، دون أن يعني هذا الإقتصار عليه ولكن نستفيد أيضاً من التراث الغربي لا نأخذه أخذاً تقليدياً أيضاً لكن نتمثله تمثلاً ابداعياً ونبيؤه أي نجد ما علاقته ببيئتنا الخاصة، بريؤيتنا البيئية العقلانية لتراثنا وبإدراكنا الإبداعي لتراث الغرب وامتلاكنا لأدواته وحسن تمثلها وتبيئتها في حاجات مجتمعاتنا، نستطيع أن نبدع وأن نضيف إلى تراثنا وأن نشارك في حضارة العصر كذلك."
- من لقاء تلفزيوني مع المفكر الكبير محمود أمين العالم
" شيخ الشيوعيين " ساعتين بلا ملل مع مفكرنا العظيم الذي لم يأخذ حقه بالتعمق بفكره كغيره من الماركسيين العرب.
0 تعليقات