حول التاسع من ايار : ذكرى سحق النازية | بلشفيّات




بعد 76 عاما (تاريخ كتابة المقال 2021) من الانتصار على النازية.. لا توجد اي قوة ومهما كان جبروتها تستطيع ان تقرر مصير الشعوب المضطهدة .


تحل علينا هذه الأيام  الذكرى 76 للانتصار على النازية، التي دفعت الشعوب الأوروبية وتحديدا شعوب الاتحاد السوفيتي السابق، ثمنا باهظا من ارواح أبنائها ومقدراتها من أجل دفن هذا الوحش النازي الذي اطل برأسه قبل ثمانين عاما من الزمن لمعاداة الشعوب وعجلة تطورها الطبيعي.
فمن الدروس المستفادة من هذا الانتصار ومن الحرب العالمية الثانية ونتائجها، إدراك حقيقة غير قابلة للنقاش وهي أن تحديد مصير العالم في المرحلة المعاصرة لتطور البشرية هي مسؤولية مشتركة ذات طابع عام لا يتجزأ.
اليوم كل الشعوب تتحمل المسؤولية أمام جيل المستقبل، للمحافظة على نظام دولي متوازن يقوم على أساس المبادئ والقيم التي وضعتها الشعوب المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ضد النازية، والتي من أهمها قيم ومبادئ الحرية والديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، و في اختيار مسار تطورها المستقل، وعلى ضرورة العمل من أجل تعزيز الثقة المتبادلة بين الشعوب على قاعدة المساواة بينها، والبحث المشترك للآفاق المستقبلية للبشرية جمعاء التي يجب أن تكون أفضل.
هذه القيم التي من المفترض أن تشكل الهيكل الأخلاقي والسياسي للنظام العالمي المعاصر مثبّتة في ميثاق منظمة الأمم المتحدة التي تشكلت كأحد النتائج المهمة للحرب العالمية الثانية، وفي تأسيس هذه المنظمة الدولية التي تدعوا  لتوحيد جهود البشرية لضمان السلم والأمن الدوليين والتصدي للتهديدات الدولية وتتضمن جوابا نهائيا وأساسيا لكل الشعوب المحبة للسلام وهو رفض آيديولوجيا النازية والفاشية  وأي نظرية معادية للبشرية وقيم ومبادئ الانسانية.
إن ما تقوم به الإدارة الأمريكية اليوم  وحلفائها وفي مقدمتهم دولة الاحتلال إلاسرائيلي يستند الي الارتداد عن تلك النتائج والى مرتكزات فكرية تعبر عن روح نازية وفاشية جديدة تقوم على اسس العنصرية والتطرف القومي الديني وفق مفاهيم مزعومة تساندها قوى راسمالية صهيونية تسعى لما حاولت أن تسعى له قبل ٧٥ عاما النازية ألالمانية وحلفائها من موسيليني وفرانكو وغيرهم لاضطهاد الشعوب التي لا تنبع من عرقهم المزعوم  ، محاولات لاضطهاد شعوب جديدة ولتطهير عرقي واستمرار فرض نكبة مستمرة على شعبنا الفلسطيني تحل علينا ذكرى بداياتها قبل 73 عاما بعد أيام قليلة هدفت من أجل تنفيذ مشروع استعماري عنصري على أرض نحن الفلسطينين اصحابها، أرض ليست لهم، ومحاولات ممارسة سياسات الهيمنة لفرض نظام احادي القطب.
ان الدروس والعبر من الحرب العالمية الثانية التي كلفت الاتحاد السوفيتي لوحده انذاك ما يقارب 30 مليون انسان قاتلوا بايمان من أجل الدفاع عن الوطن ودحر النازية وكلفت البشرية عموما ملايين اضافية من البشر ، تؤشر على ضرورة  توقف هذه الحروب الصغيرة والكبيرة ضد شعوب الأرض ، وأن تتوقف سلطة راس المال  السياسي المتوحش أينما كان من انتاج أسلحة الدمار الشامل وإثارة بؤر التوتر وان تفكر البشرية بتعزيز قوى البناء وتعزيز منظمات السلم في العالم بدل ممارسة الاضطهاد بحق شعوب أخرى و الاعتداء على سيادة اراضيها والتدخل في شؤونها وممارسة الاحتلال.
من الضرورة إن تفكر البشرية اليوم وأكثر من أي وقت مضى ببناء المدارس والجامعات والمستشفيات وتطوير الصحة الوقائية خاصة مع ما تعاني منه البشرية الان من تفشي جائحة الوباء التي باستمرارها حتى اليوم فقدت البشرية اكثر من ربع مليون انسان إضافة إلى أربعة ملايين مصاب بهذا العدو القاتل غير المرئي ولازالت البشرية تخسر يوميا على أثر استمراره.
إن غدا لن يكون كما قبله وعلى  شعوب الأرض ان تكافح من أجل انتصار قضايا الإنسانية وقيمها في هذا الكون من اجل بناء عالم جديد يكون افضل مما كان او مما هو عليه الآن ومن اجل قبر مشعلي الحروب و أعداء الإنسانية، فمن دروس الانتصار على النازية بعد 76 عاما ما يؤكد على عدم استطاعة اي قوة مهما بلغ جبروتها أن تقهر مصير َومصالح الشعوب وان الشعوب حتما لمنتصرة.

إرسال تعليق

0 تعليقات