خطوة الى الامام ام خطوتان الى الوراء -الفصل الثاني- |بلشفيّات

خطوة الى الامام ام خطوتنا الى الوراء -الفصل الثاني- بقلم الرفيق غياث عصام حميدي
رابط الجزء الاول من هنا

إنَّهم عبيدُ الملكيّةِ وكلابُها، وجيلُنا الشاب الفتيُّ منهم يدرس ويتعلّم ويحصل على كراتين الشّهادات الأكاديميّة دونَ أن يتأثَّرَ حماسُه على خصوصيّةِ العلاقةِ وتزمّتِها وحصرِها في قرابتِه ; هذا ضربٌ من نخوةٍ لايعرِفُ سببَها سوى أنَّ أباه قد أوصاه جدُّهُ بمنعِ أولاده من قول: مرحباً لأيِّ إنسانٍ غريبٍ أو غريبة عن أسرتِهم , وقد تكون أملاكُهم قد زالَت اليوم وتمَّت خسارتُها بفعل الظروف الاقتصاديّة وسياساتها أو بفعل الحرب ، لكنَّهم فُطِموا على هذه الطّاعةِ المُتخمةِ بكنوزِ القناعة ، بحماسٍ لايعرفون جوهرَه الذي حلّلْناه.
وفي هذا المقال نلاحظُ غياب أبناء الطبقةِ العاملةِ المجيدة لأنَّها طبقةٌ طليعيَّةٌ أسمى وأرقى من هذه التصوّرات، ولكن لايمكن نفي الإفرازات الموجودة لدى حثالات البروليتاريا التي تلوَّثَت بتلك المفاهيم وغاصَت في وحلِها على نحو نقيضٍ من الطوفانِ على الأعماق ؛ فأضحَت ترسلُ أبناءها وتحصرُ بيعَ فتياتها للزواجِ السلعي من تلك الأسر السجينةِ بأحسابها؛ سعياً منهم بتغييرِ أحوالهم البائسة في سبيلِ الوصول إلى رفاهيات المرسل إليه.
فعلينا أن نتوخّى الحرصَ في واقعِنا المنهار طبقيّاً وأن تكون قراءتُنا للتغييرِ لا التّصوير ، فلا عذرَ لمَن أدركَ الفكرة وتخلّى عنها...
سيكون قد عاد ثلاث خطوات إلى الوراء؛: الأولى إنَّه لم يتقدَّمْ حين أدركَ واستطاعَ أن يتقدَّم ، الثانية حين قرّرَ العودةَ إلى مفاهيمِ العائلة المقدّسة وقرّرَ الانفصام مع قناعاتِه المتنوّرة ، والثالثة حين سيأتي بأجيالٍ عاجزة عن التقدّمِ في بيئة التّشيؤ التي تهيمنُ عليها المفاهيم الضيّقة.
وأختتم بقول (لينين) في كتابه ذاته المقتبس ذكره في العنوان:
"خطوةٌ إلى الأمام .. خطوتان إلى الوراء،  إنّنا لنرى ذلك في حياةِ الأفراد ، وفي تاريخِ الأمم ، وفي تطوّرِ الأحزاب" .
.

إرسال تعليق

0 تعليقات